الرجز هو بحر معروف من بحور الشعر العربي، وتسمى قصائده الأراجيز ومفردها أرجوزة، وقد كان شعر الرجز منتشرا لدى العرب، وكتبوا به كثيرا من أشعارهم وسجلوا به أنسابهم وأحسابهم، وقد استخدم هذا البحر الشعري في نظم العلوم الدينية والشرعية، وذلك لسهولة حفظه وسلاسة نظمه، وهذا النوع من النظم (الشعر التعليمي) هو نظم علمي يخلو من العواطف، والأخيلة كما في باقي الشعر، ويقتصر فقط على الأفكار والمعلومات، والحقائق العلمية المجردة، حتى يسهل على الناس حفظها وتذكرها.
وإعرض لكم هنا اليوم أرجوزة في الفراسة، من تأليف محمود بن محمّد الحمزاويّ (1243- 1305 هـ)، ومن تحقيق محمّد أسعد التميميّ.
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول مفتي جلّق محمودُ . . شكر الإله واجبٌ محمودُ
إذ نوّر الإنسانَ بالفراسة . . فأصبحت من ألطف الدراسة
وقد أتى بذكرها الكتاب . . لكلّ من أفهمه الخطاب
كذا أتت في حقّـها أخبار . . وقد علت من شأنها آثار
وكم بقدرها اعتنى من قد سلف . . وقبِلوها خلفًا بعد سلف
لعصر شيخنا الإمام الأكبر . . بحر العلوم السند المعتبر
ففي الفتوحات لنا رواها . . وعن قديم الحُكما حكاها
وقال: إنّها أتت مجرّبة . . لا ريب فيها عند أهل التجربة
والبعض سمّى هذه القيافة . . وأثر الأقدام بالعيافة
فيستدلّ أوّلٌ من البدن . . لخلق فيه قبيح أو حسن
وآخر من أثر الأقدام . . مستنبط خوافي الأحكام
وها أنا أنظم ما قد نثرَ . . من أوّل الفنّين فيما ذكرَ
ليسهل الحفظ على من حاوله . . أو رام في أوقاته تناوله
قد رامها بعض الأحبّاء بأن . . يجعلها هديّةً إلى الوطن
وإن تكن في حجمها حقيرة . . فهي لدى طلّابها خطيرة
والله حسبي في الأمور كلّها . . لا حول لي في عقدها أو حلّها
مقدّمة
إذا أراد الله خلق نسمة . . مع اعتدال الخلق ذاتًا وسمة
أصلح نطفةً من الآباء . . ووفّق الأمّ إلى الغذاء
فتخرج النشأة في أعلى الصور . . كحلية البشير سيّد البشر
معتدلًا في الخلق والأخلاق . . وتلك من مواهب الخلّاق
وإن يكن في الرحم اختلال . . أثّر في النشأة ذاك الحال
فصل اللون
ثمّ البياض صادقًا مع شقرته . . دلّا على القحة مع خيانته
كذا على خفّة عقلٍ وفسوق . . وإن يكن مع ذاك أزرقًا بروق
واسع الجبهة وضيّق الذقن . . أزعر مشعارًا على الرأس وجن
فقال فيه الحكما من صفته . . كهذه أفعى بدت مضرّته
فليحترز كلّ الورى شمائله . . مثل احترازٍ من أفاعٍ قاتلة
فصل الشعر
خشونة الشعر على الشجاعة . . وصحّة الدماغ مع قناعة
تدلّ ثمّ إن يكن ذا ليّنًا . . أي شعره ما كان قطّ فطنًا
بل بارد الدماغ حقًّا كانا . . وقد غدا بين الورى جبانا
وإن يكن كثير شعر العنق . . والكتف ذا كان دليل الخرق
وجرأة فيه كذا قد سطّرا . . وإن على الصدر وبطنٍ كثرا
دلّ على وحشيّة وعدم فهم . . وحبّ جوره في الأمم
وشقرة أتت على الحمق دليل . . مع التعدّي ثمّ كثرة العويل
محبّ عدل أسود الشعر يكون . . وافر عقل ذا أناة وسكون
ومن يكن بينهما حال الوسط . . دلّ على اعتداله دون الشطط
فصل الجبهة
ومن تكن جبهته منبسطه . . ليست بذات غضن مخطّطة
دلّ على خصومة وعجب . . وصلف رقاعة وشغب
ومن يكن بين النتوّ والسعه . . وكانت الخطوط فيها يانعه
فهو مدبّر فهيم صادق . . يقظان عالم محبّ حاذق
فصل الأذن
ومن تكن كبيرةً أذناه . . فجاهلًا لا حافظًا تراه
ومن تكن فيه صغيرتين . . فسارق أحمق غير زين
فصل الحاجب
وإن يكن كثير شعر الحاجب . . فما له عن عيّه من حاجب
ومن يكن لصدغه ممتدّا . . حاجبه فالتيه فيه اشتدّا
كثرة شعر الحاجبين يا همام . . دلّت على عيّ وغثّ في الكلام
وإن يدقّ ثمّ في الطول اعتدل . . مع السواد فهو يقظان اكتمل
فصل العين
وأزرق العين غدا مذموما . . وكلّما زاد أتى مذءوما
وكلّ من عيناه جسمًا عظمت . . فهو حسود خائن إن جحظت
كسلان ذو وقاحة وإن تكن . . زرقًا فذا من غشّه نفسك صن
ومن تكن عيناه لا بالصغر . . موصوفة كذا ولا بالكبر
مائلة للغور والسواد . . فذاك يقظان محبّ هاد
والعين إن تكن طويلة البدن . . فهو خبيث ذو فساد وفتن
ومن بدا في عينه جمود . . فهو غليظ جاهل مردود
ومن بعينه سريع الحركة . . بحدّة يرى فقل لا بركة
فذاك محتال ولصّ غادر . . وأحمر العينين ليث قادر
وإن يكن يُرى حواليها نقط . . صُفر فذا شرّ عن الخير هبط
فصل الأنف
ومن غدا منخره دقيقا . . فذاك في طباعه رقيقا
ومن يكد منخره يدخل في . . فيه فذو شجاعة ليث وفي
ومن يكن أفطس فهو شبق . . وإن يكن منفتحًا فتئق
ومن يكن غليظ وسط المعطس . . ومائلًا إلى صفات الأفطس
فذاك كذّاب فلا تناقش . . معتدل ما طال غير فاحش
والأنف إن لم تغلظن منه قناة . . فذاك ذو عقل وفهم وأناة
فصل الفم
وواسع الفم شجاع مصدق . . لكن غليظ الشفتين أحمق
وإن تكن شفاته معتدلة . . مع حمرة صادقة فحيّ له
فصل الأسنان
ومن تكن ملويّة أسنانه . . فذو احتيال خادع خوانه
وإن تكن ذا فلج خفيفة . . فثقة أخلاقه لطيفة
فصل الوجه
ومن يكن منتفخ الشدقين . . فجاهل فظّ بغير مين
ومن يكن نحيف وجه أصفرا . . فهو خبيث خادع لن ينكرا
وطول وجهه على الوقاحة . . يدلّنا وعدم الفصاحة
منتفخ الأصداغ والأوداج . . ذاك غضوب فاقد العلاج
ومن إذا نظرته يحمر . . ودمعتاه ربّما تدرّ
أو يتبسّم تبسّما خفيف . . فهائب لك محبّ وعفيف
فصل الصوت
ومن يكن جهير صوت ذاك دلّ . . على شجاعة وإن كان اعتدل
ما بين كدّ وتأنٍّ في الكلم . . وغلظ ورقّة ذاك علم
بأنّه في العقل والتدبّر . . والصدق في مكانة لم تنكر
وفي الكلام سرعة مع رقّته . . دلّت لجهل كلب وقحته
وغلظ في الصوت ذا على الغضب . . وسوء خلقه يدلّ لا ريب
وغنّة الصوت دليل الحمق . . والكبر مع بلادة وخرق
فصل الحركة
وفي احتراك من به إكثار . . فصلف ذو خدعة مهذار
وصاحب الوقار في الجلوس . . مع الإشارة إلى الجليس
عند الكلام دلّ في التحرير . . على تمام العقل والتدبير
فصل العنق
وقصر العنق على الخبث دليل . . والمكر لكن إن يكن عنق طويل
مع دقّة دلّ على الحماقة . . والجبن والصياح في الرفاقة
وإن يكن مع هذه صغير راس . . دلّ على سخفه فلا تواس
وغلظ العنق دليل الجهل . . وكثرة النوم كذا والأكل
والعنق في الطول إذا ما اعتدلا . . وغلظ كان ودودًا عاقلا
صاحب تدبير ورأي بل ثقة . . سرّ به كلّ خليل صادقه
فصل البطن
وكبر البطن على الحمق يدلّ . . والجهل والجبن لمن فيه يحلّ
لطافة البطن وضيق الصدر . . دلّا على العقل وحسن الفكر
فصل الظهر والكتف
وعرض أكتاف مع الظهر دليل . . على شجاعة وعقله القليل
ثمّ استواء الظهر فيما حرّروا . . علامة محمودة قد ذكروا
على الشكاسة مع الترافة . . دلّ انحناء الظهر في القيافة
بروز أكتاف هو البريّة . . فقبح مذهب وسوء نيّة
فصل الذراع والكفّ
طول الذراع وبلوغ الكفّ . . لركبة ذاك حميد الوصف
دلّ على شجاعة وكرم . . ونبل نفس وعلوّ الهمم
وإن تكن عن ركبتيه في قصر . . فهو جبان ذو شرور وضرر
وإن تطل كفّ مع الأصابع . . دلّ على النفوذ في الصنائع
فصل القدم
وغلظ اللحم دليل في القدم . . للجهل مع حبّ لجور في الأمم
والقدم الصغير ثمّ الليّن . . دلّ على الفجور وهو بيّن
فصل العقب والساق
ورقّة الأعقاب في الإنسان . . دلّت على حسن بديع الشان
وغلظ دلّ على الشجاعة . . إذ هو ليث فاختبر طباعه
وغلظ الساقين مع عرقوبه . . لبله وقحة كانا به
فصل الخطوة
وكلّ من كانت خطاه واسعة . . بطيئة فذو مزايا نافعة
كنجحة في سائر الأعمال . . والفكر في عواقب الأفعال
خاتمة
وقد يقلّ بعض ذي النعوت قل . . وبعضها يأتي كثيرًا في الرجل
والحكم إن تعارضت للغالب . . من حسن أخلاق ومن معائب
وإن تساوت عددًا في الشخص . . فلا تمحّض ذاته للنقص
إذ يتدافعان بالأحكام . . فيمنعان سطوة الأقلام
ولا تشكّنّ بأنّ العلم . . يزيل من أوصاف ذمّ حكما
أعني إذا ما استعمل العلم الحكيم . . أثّر في إزالة الوصف الذميم
وكلّ من جرّب ما قلنا وجد . . في فحصه شاهد صحّة وجدّ
وفي القيافة انتهى الكلام . . وحصل المقصود والمرام
من بعد ألفٍ وثلاث من مئين . . يطرح منها أربع من السنين
وكان هذا في دمشق الشام . . فالحمد لله على التمام
يمكنك زيارة قناتي على اليوتيوب . .
أسرار الوجه على الفيسبوك . .
أسرار الوجه على جوجل بلس . .
احمد رياض – الموقع الرسمي . .
اسرار الوجه على تويتر . .
كلام صعب جداً اعلبه مش واضح
للاسف مع انه بالعربى