التربية بالفراسة فى العلم الحديث – الأهرام اليومي

التربية بالفراسة فى العلم الحديث
التربية بالفراسة فى العلم الحديث

رابط الموضوع الأصلي على موقع جريدة الأهرام

كتبت سوسن الجندي

يحكى التاريخ كثيرا عن العظماء من أمثال أحمد عرابى وسعد زغلول وعمر مكرم ممن ربتهن سيدات مصريات لم يحظين بتعليم متميز لكن حظين بفطرة سليمة ونظرة نافذة، تلك الخبرة الفطرية التى تحلت بها الجدات والتى كانت تسمى بعلم الفراسة تحولت إلى علم يدرس يمكن ان تستعين به الحفيدات، فقد نقل الغرب علم الفراسة عن العرب وطوره الأمريكيون وأضافوا إليه مجموعة أخرى من العلوم وعدلوا اسمه ليصبح البيرسونولوجى.

أحمد رياض الكاتب والمحاضر الحائز على شهادة قارىء وجوه معتمد Certified Personologist من الجمعية الدولية لقراءة لغة الوجه Face Language International وخبير فى مجال قراءة لغة الجسد، وقراءة التعبيرات الوجهية الدقيقة، وقراءة المشاعر Micro-expressions – Subtle-Expressions يقول أن دقة تحليل البيرسونولوجى تصل الى 92 % فى المطابقة بين الملامح الوجهية للشخص وجوانب شخصيته وسلوكياته وأن أول من بدأ تطويره فى الثلاثينات من العقد الماضى كان القاضى الأمريكى إدوارد فينسنت جونز، والذى لاحظ سلوك الأفراد الذين مثلوا أمامه فى المحكمة و قارن بين ملامحهم الوجهية وبين شخصياتهم، وزاد إعجابه بهذه الملاحظات حتى ترك عمله وتفرغ للبحث فى هذا المجال.

كما يقول المهندس أحمد رياض إن كل سمة سلوكية فى البيرسونولوجى يمكن التعرف عليها من خلال ملمح وجهى معين وبالتالى يمكننا اكتشاف النهج الملائم للتعامل مع الأطفال أو الشباب اليافعين من خلال استخدام تقنيات قراءة الوجه الحديثة، لكن يفضل ألا يتم استخدام هذه التقنية قبل عمر 6 سنوات حتى يكون نمو الملامح الوجهية والجمجمة قد اكتمل وظهرت الملامح على طبيعتها ويضيف أن بملاحظة ملامح الوجه سنتعرف على العديد من نواحى شخصية الطفل فى سن مبكرة، و يمكن استخدام ملاحظاتنا فى العديد من الأمور ومنها على سبيل المثال التعرف على ميول الطفل وسماته السلوكية والشخصية ومعرفة الأسلوب المناسب لتوجيه الطفل وتقويم سلوكياته ومعرفة المهارات الكامنة لدى الطفل وكيفية تنميتها من خلال الأنشطة والهوايات المناسبة كما يمكن وبالاستعانة بمتخصصين فى علوم نفسية وتربوية أخرى لرفع درجة التيقن- دراسة سمات الوالدين، تقدم النصيحة للوالدين لتحسين اسلوب التعامل والتوجيه المفضل اتباعه مع الطفل.

Kids01

لكل شكل شخصية..

ولأن أساسيات علم قراءة الوجوه تكاد تكون واحدة قابلة للتطبيق على أى سن لذا فإننا نجد –على سبيل المثال – الأطفال ذوى الذقن مثلث الشكل لديهم ما نسميه المعارضة التلقائية، فهو يرفض ويقاوم تلقائيًا (نوع من العناد) عندما يملى عليه ما يجب فعله أو عندما يشعر أن أحداً يضغط عليه، وبالتالى هو لا يستجيب للتوجيه والأوامر المباشرة، ولكى نتعامل معه بنجاح من الأفضل أن نحرص على توضيح الأسباب والدوافع التى تجعلنا نطلب منه القيام بأمر ما، وكذلك يمكن أن نوجهه لفعل ما نريد بطريقة غير مباشرة بحيث يشعر أنه جزء من عملية اتخاذ القرار، كأن نقول له (ما رأيك لو فعلنا كذا، لو وافقت على هذا الأمر فسيمكننا أن نفعل كذا وكذا . . الخ). ومن ناحية أخرى فعندما نعرف مثلا أن الأطفال ذوى الحواجب الدائرية أو الملتفة حول جسم العين يتسمون بارتفاع مهارة التنظيم والتركيب (نسميها سمة تقدير النواحى التنظيمية/الميكانيكية وتدل على أن لدى صاحبها موهبة فى التعرف على كيفية ربط الأشياء معا وكيفية ترتيبها وتنظيمها وتشغيلها سويًا، كما أن لديه حسا عاليا بالنظام والتناغم، ويضيف إن اكتشاف هذه السمة فى سن مبكرة يفيد فى توجيه الطفل لمجال الدراسة المناسب ومن بعده لمجال العمل المناسب، كدراسة مجال إدارة الأعمال وتنظيمها، دراسة الجرافيكس أو الأعمال الفنية أو التصوير الفوتوغرافى أو دراسة الفنون، أو مجال الهندسة المعمارية أو الميكانيكية، أو أى مجال يناسب مهارة التجميع والتركيب والتنظيم التى يمتاز بها الطفل والتى يمكن ان يستفيد بها فى مساره المهنى المستقبلى كما يمكننا العمل على تنميتها منذ الصغر إذا حصل الطفل على قراءة للوجه واستخدامها فى اختيار الأنشطة والهوايات والهدايا التى تقدم للطفل، كألعاب الألغاز، الميكانو، الليجو، حيث يمكنهم تصميم وتجميع الأشياء معًا.

Kids02

ومن ناحية أخرى يذكر العلماء أن انخفاض زاوية العين الخارجية يدل على ارتفاع مهارة النقد وملاحظة المشاكل والعيوب والنواقص بسهولة، ويبدو الشخص صاحب هذه العيون منشدًا للكمال، وعلى الوالدين الذين يمتلكون هذه الصفة أن يكونوا شديدى الحذر فى انتقاد أطفالهم (الحذاء متسخ، شعرك غير مسرح، صوتك عالٍ . . الخ)، لأن الانتقاد المستمر قد يكون مدمراً لنمو شخصية الطفل وتقدير الذات لديه. فعلى الوالدين أن ينتبهوا لكلماتهم وأن لا ينتقدوا الطفل بشكل سلبى، وأن يحاولوا التركيز أكثر على ما تم إنجازه، بدلًا من تركيزهم فقط على النواقص والمشاكل، كما يجب على الوالدين أن يحاولوا تعديل لغة النقد التى يستخدمونها، وأن ينتقدوا سلوك الطفل وليس الطفل بذاته حتى لا تجرح مشاعره أو أحاسيسه.

تابعني على . .

  Secrets Of The Face - On Facebook Secrets Of The Face - On Google Plus Secrets Of The Face - on Twitter Secrets Of The Face - On Youtube Contact Ahmed Reyad Secrets Of The Face - On Instagram Secrets Of The Face - On Pinterest

اترك تعليقاً

اسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني